تبدو شَاحبة هذا الصباح
المارَّة يذهَبون بَعيداً عن الفَساتينَ الملوَّنَةِ
تصْطَفُّ المرايا على الرَّصيفِ تنْتَظِرُ وجوهاً
لا وجوه تفتَرِشُ الطُّرقَاتِ بعد
يغزو الوسَنُ أكفَّ المارَةِ المتلاصِقة
وحده قميص وحيد
يبدو على الدَّربِ فاغراً فاه للمدى
أي شوك رماك في درب المرايا؟
ينهض الصَّباح عن جُفونٍ مُثقَلةٍ بالدائرين حَول اللاشيء
وحده القَميصُ من يعْرِفُ وجْهَهم
وحده
ووحدهم يغتَرِفونَ اللذة القادمة من تفاصيل المساومة
يغرق في الترقب لآتٍ لم يعرف ثمناً لشيء
لم يعرف كيف يمتص الشبقَ من زرٍّ مَفقود
في النصفِ المختفي وراء الرقم المدوَّنِ في الفَراغ البعيد
يَتلمِسُ الزرُّ نفسَه ويطلِقُ تنهداته
حين عبرَتْ يدُها الواجِهةَ الزجاجيَّةَ واكتشفَتْ غيابَه
تلاشَتْ صورُ العابرين في عَتْمَةِ غيبتها الطرية
هي الطراوة دائماً سرَّ التوهجِ المتَساقِطِ في الواجِهَةِ الزُّجَاجيَّةْ.
Fatena al-Gurra (Gaza, 1975). Licenciada en Literatura Árabe. Voluntaria en diversos proyectos para la defensa de los derechos de la mujer palestina. Presentadora de programas radiofónicos y televisivos, y corresponsal de cultura. Ha publicado varios poemarios.